يتكشف في مدينة الفاشر السودانية مشهد مروع من القتل والحصار بعد أكثر من خمسمئة يوم من التحذيرات التي تجاهلها العالم الغربي، بينما كان المال الإماراتي يتحدث بصوت أعلى من أي التزام أخلاقي.
يشير الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال لقائه نائب رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وصفه بعبارة "مال غير محدود"، وهي الجملة التي تختصر، بحسب المقال، الموقف الغربي من الجرائم التي تُرتكب اليوم في السودان.
يشير موقع ميدل إيست آي إلى أن الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وقعت تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات، والتي تحاصر المدينة بسواتر ترابية وتحولها إلى "صندوق قتل"، مانعةً آلاف المدنيين من الهرب. يعيش السكان وسط مجاعة وظروف كارثية بينما تُعدّ القوات لارتكاب مذبحة جديدة، كما فعلت في مناطق أخرى من دارفور.
تتحدث تقارير حقوقية منذ مايو 2024 عن خطر "سربرنيتسا جديدة"، ومع ذلك واصل الغرب صمته. الآن تُوثّق قوات الدعم السريع جرائمها كما يفعل جنود الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث تُظهر صور الأقمار الصناعية آثار الدماء التي تغطي مساحات واسعة من المدينة.
يُحلّل المقال جذور الحرب في السودان، موضحًا أن قوات الدعم السريع خرجت من رحم ميليشيات الجنجويد التي روعت دارفور في العقد الأول من القرن الحالي، لكنها لم تكن لتصل إلى هذا الحد دون دعم الإمارات. فهذه الأخيرة، رغم نفيها، زودت قوات الدعم السريع بالسلاح والإمدادات والتغطية الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب مع الجيش السوداني في أبريل 2023.
تدير الإمارات قاعدتين داخل السودان – في نيالا بولاية جنوب دارفور وفي منطقة المالحة شمالًا – وتنقل الإمدادات من مواقع في ليبيا وأوغندا والصومال. بالمقابل، يزود قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الإمارات بالذهب والمقاتلين، ويمنحها نفوذًا مباشرًا في بلد غني بالموارد وله موقع استراتيجي على البحر الأحمر.
يرى الكاتب أن الإمارات تسعى عبر الحرب لترسيخ نفوذها في إفريقيا، متجاوزةً القوى الغربية والصين، بينما غُرِس حلم الثورة الديمقراطية السودانية – التي أطاحت بالبشير عام 2019 – في تربةٍ ملطخة بالدماء.
يتهم المقال الغرب بالنفاق، موضحًا أن الولايات المتحدة وبريطانيا تتحدثان عن حماية المدنيين بينما تحافظان على علاقاتهما الوثيقة بالإمارات، الشريك الرئيس للمليشيا. فوزراء غربيون يكررون بيانات "القلق" بينما لا تُمارس أي ضغوط حقيقية على أبوظبي لوقف تسليح قوات الدعم السريع.
حتى عندما انتقد وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد لامي تراجع الاهتمام بالسودان، تجاهل عمداً الحديث عن الدور الإماراتي في الأزمة. بل أشارت تسريبات إلى أن معدات عسكرية بريطانية بيعت للإمارات استُخدمت لاحقاً في السودان.
وفي أبريل 2024، ألغت الإمارات اجتماعات مع وزراء بريطانيين بعد خلافات حول موقف لندن في مجلس الأمن من الحرب، ما يؤكد، وفق المقال، أن المصالح الاقتصادية أقوى من أي التزام أخلاقي تجاه الضحايا.
يختتم الكاتب مقاله بتذكير القراء بأن مأساة الفاشر لم تقع في الخفاء، بل على مرأى من العالم الذي اختار الصمت. بينما يحاول المدنيون النجاة من المجازر، تواصل القوى الغربية ترديد شعارات فارغة عن حقوق الإنسان، لأن أصحاب المال اللامحدود اشتروا سكوتهم.
https://www.middleeasteye.net/opinion/uae-backed-horror-el-fasher-exposes-wests-empty-words

